شريان جوي بحضرموت يستأنف رحلاته إلى القاهرة بعد توقف عقد كامل

الفانوس - رائد جوبان
بعد توقف دام أكثر من عشر سنوات، أعاد مطار الريان الدولي بمحافظة حضرموت تشغيل رحلاته الدولية، مع انطلاق أولى الرحلات الجوية المباشرة إلى القاهرة. خطوة تحمل أهمية خاصة للمواطنين الذين أثقلت الحرب كاهلهم وضاقت بهم الخيارات العلاجية في الداخل، ما يجعل هذا الخط الجوي بارقة أمل لتخفيف أوجاعهم وتسهيل رحلاتهم للعلاج أو قضاء الأعمال الضرورية.
لطالما شكّل غياب الرحلات الدولية عبر مطار الريان معاناة كبيرة لسكان حضرموت والمحافظات المجاورة. المرضى، على وجه الخصوص، الذين واجهوا مشقة السفر لمسافات طويلة إلى مطاري سيئون أو عدن، حيث كانوا يضطرون لتحمل أعباء مالية ونفسية إضافية. واليوم، استئناف الرحلات إلى القاهرة يعيد للمواطنين الحضارمة وابناء المحافظات المجاورة نافذة طال انتظارها للحصول على العلاج في الخارج دون وطاة معاناة الازدحام في مطار سيئون الذي كان يعاني من ضغط اقبال ابناء حضرموت والمحافظات المجاورة عليه كمنفذ جوي وحيد لهم .
في مراسم تدشين الرحلة، قال عضو مجلس القيادة الرئاسي، اللواء الركن فرج سالمين البحسني: “استئناف هذه الرحلات يمثّل خطوة محورية لتعزيز التواصل بين بلادنا وجمهورية مصر العربية، وتخفيف معاناة المواطنين، لا سيما أبناء حضرموت. هذه الخطوة المثمرة جاءت بعد التعاون الوثيق بين وزارة النقل، الخطوط الجوية اليمنية، والهيئة العامة للطيران المدني، بالإضافة إلى دعم السلطة المحلية بحضرموت”.
وكانت وزارة النقل وشركة الخطوط الجوية اليمنية، قد أعلنت مطلع الشهر الجاري عن استلام تصاريح السلطات المصرية لتشغيل رحلات جوية مباشرة بين مطاري الريان والقاهرة، وأعلنت الخطوط الجوية اليمنية في وقت سابق عن موعد وصول رحلة اليوم والتي ستستمر كل يوم أحد من كل أسبوع، فيما تبدأ رحلات العودة "القاهرة- الريان" يوم 31 يناير الجاري، وتستمر كل يوم جمعة من كل أسبوع.
خدمات جديدة وآمال متجددة
إلى جانب القاهرة، يُسيّر مطار الريان حالياً رحلات دولية أخرى إلى جدة ودبي، وهو ما يعزز من مكانته كمرفق حيوي يخدم سكان المحافظات الشرقية. وأكد وزير النقل، الدكتور عبدالسلام حميد، أن تدشين الخط الجوي “الريان - القاهرة” يأتي ضمن جهود إعادة تأهيل المطارات الوطنية. وقال: “مطار الريان يستعيد مكانته اليوم كثالث أهم المطارات اليمنية ومطار محوريا للمحافظات الشرقية . الرحلات الدولية المنتظمة ستخفف بشكل كبير من معاناة المواطنين، خاصة المرضى الباحثين عن خيارات علاجية أفضل”.
كما أشار الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت، صالح العمقي، إلى أن تشغيل هذا الخط الجوي يعكس أهمية العمل المشترك بين الحكومة والسلطة المحلية. وأضاف: “عودة الرحلات الدولية عبر مطار الريان هو الحلم الذي تحقق أخيراً لأبناء حضرموت، الذين كانوا ينتظرون هذا اليوم منذ سنوات”.
وعلى متن أولى الرحلات إلى القاهرة، عبّر المواطن عبدالله بن حيدرة، الذي يسافر للعلاج، عن سعادته بهذا الإنجاز. وقال: “هذه المرة الثانية التي أسافر فيها إلى مصر بغرض العلاج. في المرة الأولى اضطررت للسفر عبر مطار سيئون، ما زاد من مشقة الطريق الاضافية المقدرة حوالي ب350كيلو عبر البر اصافة لزيادة كلفة السفر. اليوم، الأمر اقل تكلفة خاصة لاصحاب الدخل المحدود والمجبرون على العلاج في الخارج ، ونأمل أن تستمر هذه الرحلات”.
عودة تشغيل الرحلات الدولية عبر مطار الريان ليست مجرد حدث عابر، بل تمثل إنجازاً ذا أبعاد إنسانية واقتصادية عميقة. فهي تخفف من وطأة المعاناة اليومية للمواطنين، وتعيد الأمل لأولئك الباحثين عن علاج أو فرصة لتحسين حياتهم.
ورغم التحديات الأمنية السابقة التي أسهمت في توقف المطار والقت بظلالها على الاجراءات والاشتراطات الامنية والملاحية لمنظمة الطيران المدني الايكاو
الا ان الجهود المكثفة أعادت الحياة لهذا المرفق الحيوي. مدير مطار الريان الدولي، المهندس أنيس باصويطين، أكد أن المطار أصبح اليوم جاهزاً لاستقبال الرحلات الدولية والمحلية بكفاءة عالية،مدير المطار قال أن عدد الركاب المغادرين إلى مطار القاهرة في أولى الرحلات قد بلغ 136 مسافرا،
استئناف الرحلات الجوية بين مطار الريان والقاهرة يفتح الباب أمام تحسين الخدمات العلاجية، ويمنح المواطنين الهاربين من أوجاع الحرب ضوءاً في نهاية النفق الطويل. حلم طال انتظاره، وواقع بدأ يتشكل بحلول تلامس معاناة الناس وآمالهم.