شبوة موجة غلاء جديدة تجتاح الأسواق وسط غضب شعبي بسبب الأسعار الجنونية وجشع التجار

الفانوس - محمد عرفان
تشهد محافظة شبوة موجة غلاء جديدة ضربت الأسواق وأثقلت كاهل المواطنين الذين يواجهون صعوبة كبيرة في توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية يأتي هذا في ظل الانهيار الحاد والمستمر لقيمة العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية بشكل غير مسبوق
المواطنون في مواجهة الغلاء والجشع
يجد الكثير من المواطنين أنفسهم عاجزين عن شراء أدنى متطلبات الحياة اليومية بينما يتهمون تجار المواد الغذائية بالمغالاة في الأسعار دون مراعاة للأوضاع المعيشية الصعبة ويشير المواطنون إلى أن بعض التجار يستغلون تدهور العملة لرفع الأسعار بشكل مبالغ فيه حتى وإن لم يكن هناك فارق كبير في سعر الصرف
الفقر والجوع يهددان السكان
بحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الصادر في فبراير ٢٠٢٤ فإن نسبة الأفراد الذين يعانون من الفقر متعدد الأبعاد في اليمن بلغت ٨٢٧ بالمائة أي أن أكثر من ثمانية من كل عشرة أشخاص يعيشون في حالة فقر
من جهتها أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف أن الصراع المستمر منذ سنوات أدى إلى احتياج ١١ مليون طفل للمساعدات الإنسانية محذرة من أن غياب التدخل العاجل سيعرض ملايين الأطفال لمخاطر سوء التغذية حيث يعاني ٢٢ مليون طفل من سوء التغذية الحاد بينهم ٥٤٠ ألف طفل في حالة خطيرة قد تودي بحياتهم
المعلمون يعانون والرواتب بلا قيمة
المعلم علي أحمد صالح تحدث للفانوس قائلا
نحن المعلمين نعيش أوضاعا اقتصادية كارثية الراتب الذي كان في ٢٠١١ يعادل ١٠٠٠ ريال سعودي لم يعد اليوم يساوي إلا ١٠٠ ريال سعودي كيف لنا أن نوفر لأطفالنا احتياجاتهم هذا الوضع المأساوي دفع ٨٠ بالمائة من المعلمين إلى ترك التعليم بحثا عن مصادر دخل أخرى لتأمين قوت يومهم أما التجار فلم تعد الرحمة في قلوبهم فهم يرفعون الأسعار بمجرد تدهور العملة حتى لو كان التغير بسيطا وعندما تتحسن لا يخفضونها مجددا
التجار يبررون موقفهم
من جانبه قال أبو أيمن سام عبدالله أحد تجار المواد الغذائية في المحافظة للفانوس نحن نعاني مثلما يعاني المواطن تدهور العملة المستمر تسبب في خلل بعمليات البيع والشراء حيث نشتري البضائع بسعر صرف اليوم ثم نضطر لشرائها بسعر مختلف في اليوم التالي بسبب التلاعب في الصرف ما يؤدي إلى خسائر فادحة بعض السلع تشهد ارتفاعا عالميا مثل السكر والأرز مما يزيد من تعقيد الأزمة بالأمس اشتريت كيس الدقيق ب ٤٧٠٠٠ ريال وعرضته ب ٤٧٥٠٠ ريال لكن اليوم أصبح سعره ٤٨٠٠٠ ريال بسبب التغيرات في الصرف
المطالبة باستقرار سعر الصرف
أضاف التاجر نحن المواطنون والتجار نحمل الجهات المعنية المسؤولية الكاملة المطلوب منهم هو العمل على استقرار سعر الصرف سواء كان مرتفعا أو منخفضا لأن عدم الاستقرار يؤدي إلى فوضى في الأسعار ما يضر بالجميع إذا استقرت العملة ستنخفض الأسعار وسيكون هناك تسعيرة موحدة واضحة للجميع ما يمنع التلاعب
يستمر الغلاء في شبوة ليزيد من معاناة المواطنين الذين باتوا في مواجهة خطر الجوع والمجاعة وسط غياب أي حلول جذرية تلوح في الأفق فهل ستتخذ الجهات المعنية خطوات جادة لإنقاذ المواطنين من هذا المأزق أم سيبقى الوضع على حاله وسط معاناة لا تنتهي